نعود بالزمن إلى الوراء قليلاً حين تحولت التساؤلات في عالم الموضة إلى مستقبل العلامات الفاخرة في ظل تصاعد مفهوم التجارة الإلكترونية، وهل ستندمج هذه العلامات مع عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت.
تمسكت علامات الموضة الفاخرة لسنوات بأسلوبها التقليدي في البيع المباشر مع طرح على استحياء بعض القطع عبر مواقعها، بل كانت الأبطأ في تبني التكنولوجيا الجديدة حتى باتت في أوشكت على انعزال تام عن تطور أساليب البيع والتسويق الإلكتروني قبل أن ترضخ للأساليب الحديثة، لنأتي اليوم إلى عصر جديد يرتبط بالذكاء الاصطناعي فكيف ستكون إذن ردّة فعلها؟
اليوم وبعد ما يمر به العالم من وباء أجبر الجميع للتسارع نحو التكنولوجيا، أعلنت في شهر يونيو مجموعة LVMH الفرنسية لعلامات الموضة الفاخرة عن شراكة استراتيجية مدتها 5 سنوات مع غوغل لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتطوير والارتقاء بتجارب العملاء، وبهذا يسبق التكتل الفرنسي الضخم والمالك لأهم علامات الموضة كديور ولويس فويتون وتيفاني أندكو الجميع في تبنّي تكنولوجيا جديدة.
التعاون الجديد سيُمكّن المواهب البشرية في دور الأزياء والمجوهرات والتجميل التي تمتلكها مجموعة LVMH من خلال توفير تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML). هذه الشراكة لن تعمل فقط على تحسين العمليات التجارية من خلال تعزيز التنبؤ بالطلبات وتوقعات اتجاهات المستهلك، لكن أيضاً سترفع من تجاربنا نحن العملاء من خلال التخصيص ما سيجعل تجربة التسوق أكثر شخصية.
بموجب هذه الشراكة سيلامس الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة جميع مراحل إنتاج العلامات من تطوير المنتجات إلى سلسلة التوريد، والتعامل مع الموظفين والشركاء والعملاء حيث تستفيد مجموعة LVMH من التكنولوجيا السحابية المتطورة من Google Cloud وأدوات الذكاء الاصطناعي/ التعلم الآلي ذات المستوى العالمي.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في الموضة؟
الذكاء الاصطناعي بدأ يتدخل بقوة في عالم الأزياء من جمع المعلومات عن المستهلك من خلال سلوكه في تصفح الإنترنت وعرض السلع التي يُعتقد أنها تتوافق مع سلوكه وما يبحث عنه بكثرة، إلى المُساعدة في عمليات ابتكار الأزياء حيث يستطيع المصمم عبر برامج خاصة تعديل تصميمه إلى عدّة تصاميم أخرى تحمل ذات الفكرة والألوان والأقمشة وما عليه سوى اختيار القطعة النهائية، وصولاً إلى تدخل الذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع وتوفير العديد من الموارد ورُبما الأيدي العاملة أيضاً، وغيرها من الأعمال.
LVMH كشفت أنها ستحصل على دعم Google Cloud في تعزيز ثقافة الابتكار، بما في ذلك ابتكار برامج مخصصة وشاملة لتحسين المهارات وتدريب العاملين بالإضافة إلى ذلك، سيُطلق غوغل وLVMH أكاديمية البيانات والذكاء الاصطناعي في باريس لتسريع خبرتهما وابتكاراتهما في هذه المجالات.
الذكاء الاصطناعي والموضة الفاخرة
مع تنامي قدرات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتوقع الخبراء أن تتغير صناعة الموضة بأكملها قريباً لتعتمد على "البيانات" وقوتها، فعلى سبيل المثال ستنطلق المزيد من منصات التسوق الإلكترونية العالمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في رصد صيحات الموضة والتنبؤ بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التسوق الأخرى، ومن خلال جمع المعلومات ستصمم برامج أخرى قطعاً تُحاكي تلك الرائجة من ثم يأتي دور المصمم أو منسق الأزياء للموافقة على الإنتاج مُباشرة وطرحة في غضون أيام قليلة.
هذا عن صناعة الموضة السريعة، أما الفاخرة فما زالت تقوم على الحرفية والمهارة الفردية وإبداع المصممين وتدخل الذكاء الاصطناعي بها ما هو إلا وسيلة لتطوير مراحل الإنتاج والتوزيع وابتكار تجربة تسوق افتراضية أو مباشرة استثنائية مُمتعة. وهذا ما نتطلع لمعرفته قريباً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.