مع اقتراب نهاية العام، يعود إلينا ذلك الشعور الذي ننتظره طوال الأشهر: دفء اللقاء بعد غياب، والجلوس حول مائدة واحدة مع أشخاص يملؤون حياتنا معنى. لحظات بسيطة لكنها قادرة على أن تعيد ترتيب نبض القلب. وفي خضم هذه الأجواء المليئة بالامتنان، يبرز تقليد تبادل الهدايا كلفتة صغيرة لكنه يحمل في داخله قيمة كبرى، فهو طريقة نخبر بها من نحب أننا ما زلنا نختارهم دوماً، وأن تفاصيلهم ترافقنا حتى في لحظات الانشغال.
مجوهرات خالدة
من بين كل الخيارات التي يمكن أن تُقدَّم في هذا الموسم، تبقى المجوهرات الهدية الأكثر قرباً إلى قلب المرأة. ليس فقط لجمالها أو لبريقها، بل لأنها ترافقها مدى الحياة، وتزداد قيمة ورقّة كلما مرّ عليها الزمن. فهناك قطع وُلدت لتصبح إرثاً عائلياً ينتقل بين الأجيال.
بولغري تقدّم دائماً ما يخطف الأنفاس، وهذا واضح في مجموعة Serpenti التي تُعد من أشهر رموز الدار. سوار Serpenti Tubogas، بخطوطه الملتفة حول المعصم، قطعة تُجسّد القوة والأنوثة في آن واحد. أما عقد Divas’ Dream المستوحي من الهندسة الرومانية وزخارف الحمامات القديمة، فيحمل جمالاً ناعماً يحعل كل إطلالة أكثر شاعرية.
بياجيه، من جهتها، تبقى علامة تتقن المزج بين الفخامة والابتكار. خاتم Possession المتحرك الذي يدور حول نفسه بخفة، ليس مجرد قطعة مجوهرات، بل talisman صغير يرافق المرأة في لحظاتها اليومية. كما يشكّل عقد Piaget Sunlight خياراً مشرقاً، كأنه شمس صغيرة تضيء الرقبة ببريق متوهّج.
أما دار شوميه، المتخصّصصة في رواية القصص عبر الأحجار الكريمة، فتقدم قطعاً تُشبه القصائد المصوّرة. من أكثر القطع التي تستوقف النظر تيجان Joséphine التي استُلهمت من الإمبراطورة جوزفين. وخاتم Joséphine Aigrette هو مثال رائع على تصميم يجمع بين الثقة والرقي، يناسب المرأة التي تعرف تماماً ما تريد.
ولا يمكن الحديث عن هدايا المجوهرات من دون التوقف عند بوتشيلاتي، الدار التي تتميّز بحرفية يدوية دقيقة تمنح كل قطعة سحراً يصعب تكراره. أساورها المخرّمة من مجموعات Opera وMacri تُعد خياراً مثالياً لمحبات التفاصيل الراقية، فهي تحمل في طياتها روح الفن الإيطالي بكل ما فيه من دفء وتفرّد.
قطع الموضة التي تحبها كل سيدة
وإلى جانب المجوهرات، تشغل هدايا الموضة حيّزاً أساسياً في موسم الأعياد. قطعة خالدة كهديّة قادرة على أن تصبح جزء من أسلوب المرأة لسنوات طويلة. حقائب بولغري ذات البكلة الأيقونية Serpenti تكمل أي إطلالة، كما أن حقائب Emporio Armani المعروفة بخطوطها الراقية والبسيطة تدخل بسهولة في أسلوب المرأة التي تبحث عن فخامة غير متكلّفة.
أما بالنسبة للسهرات، فإطلالات Carolina Herrera تبقى رمزاً للأنوثة الراقية التي تحبّها المرأة العربية. قصّاتها المتمرّدة على الزمن وتفاصيلها المتقنة تجعل من كل فستان قطعة مناسبة لأرقى الاحتفالات. كذلك، تقدّم علامة Taller Marmo فساتين بلمسة شرقية معاصرة، تلك النوعية التي تليق بالمرأة العربية وتنسجم مع أسلوب المناسبات في منطقتنا.
وتبقى الأحذية الراقية من الهدايا التي تُكمل ستايل المرأة بلا مبالغة، تماماً كما تفعل تصاميم Gianvito Rossi . أحذيته، بخطوطها الانسيابية وكعبها الذي يجمع الراحة بالأنوثة، تُعتبر خياراً يرفع أي إطلالة ويمنحها ذاك اللمعان الهادئ الذي لا يُخطئه أحد.
أفكار إضافية لهدايا غير متوقعة
ولأن الهدية ليست دائماً رسمية أو مهيبة، يمكن اختيار ما يجمع الراحة بالأناقة في الوقت نفسه. علامة LC Sleepwear تقدّم فكرة لطيفة تناسب الأزواج: ملابس نوم مطابقة للرجل والمرأة، تجعل من لحظات البيت مساحة للدفء والانسجام. وفي خطّ مختلف، تمنح Light of Sakina خيارات مثالية لعشّاق الروائح. مجموعتها الجديدة من الشموع Journey to Light، تعبّر عن روح المكان، وتحوّل أي مساحة إلى ملاذ هادئ بفضل نغمات عطرية طبيعية تخطف الحواس. هي ترجمة شاعرية للرقي والنوايا الجميلة. صُمّمت هذه المجموعة كتحيّة للهدايا التي تحمل معنى، فتحتفي بفن التأمل والجمال، وبذلك الصفاء الهادئ الذي نجده في الحرفية المصنوعة بعناية.
وهكذا، يظل موسم الأعياد فرصة لتقديم هدية تعبّر عن علاقتنا بمن نحب، هدية ليست بالضرورة ثمينة بقدر ما هي صادقة، تلامس القلب قبل أن تلمع تحت ضوء الشموع. وفي النهاية، يبقى الأهم أن تُقدَّم بمحبة، لأن هذا وحده هو ما يصنع الفرق.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.