
أصدق وصف يمكن أن يوصف به شهر رمضان هو شهر البركة، وهذه الصفة تنطبق عليه من كل الأوجه، فهو بركة في الزيادة والنماء، وبركة في الخير والأجر. وكذلك بركة في الأوقات والأعمال.
وقد أعطانا الله سبحانه وتعالى الكثير من الطرق التي يمكن عبرها زيادة البركة في حياتنا، ومنها السحور. هنا سنتحدث عن فضل السحور.
فضل السحور في رمضان
لا ريب في أن السحور سنة وقربة؛ لأن الرسول أمر بذلك عليه الصلاة والسلام، قال : تسحروا؛ فإن السحور بركة، وقال عليه الصلاة والسلام فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وكان يتسحر عليه الصلاة والسلام، فالسنة السحور، ولكن ليس بواجب، من لم يتسحر فلا إثم عليه، لكن ترك السنة، فينبغي أن يتسحر ولو بقليل، ليس من اللازم أن يكون كثيراً، يتسحر بما تيسر ولو تمرات أو ما تيسر من أنواع الطعام في آخر الليل، فإن لم يتيسر أو لم يشته الطعام فيشرب شيء من اللبن أو على الأقل الماء، يحسو من الماء ما تيسر، ولا يدع السحور، فأكلة السحر فيها بركة، وفيها خير كثير، وفيها عون للصائم على أعماله في النهار، فينبغي للصائم أن لا يدع السحور ولو قليلاً، لقول النبي ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة هكذا يقول عليه الصلاة والسلام، وهذه البركة لا ينبغي أن تضيع، بل ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها ولو بشيء قليل من الطعام أو من التمرات أو من اللبن؛ يستعين بذلك على أعمال النهار الدينية والدنيوية.
فضل السحور وتأخيره
عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً». متفقٌ عَلَيْهِ.
البركة في السحور تحصل بجهات متعددة، وهي اتباع السنَّة ومخالفة أهل الكتاب، والتقوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبُّب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة.
1230- وعن زيدِ بن ثابتٍ رضي الله عنه قال: تَسَحَّرْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قِيلَ: كَمْ كَانَ بينهما؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسين آيةً. متفقٌ عَلَيْهِ.

فضل السحور بالتمر
يُستحب أن يكون السحور من التمر، أو معه تمر، وهذا سنة يغفل عنها الكثير، ويظنون أن التمر سنة للإفطار فقط، ففي حديث أبي هريرة أن النبي قال: «نعم سحور المؤمن التمر» رواه أبو داود وإسناده مستقيم.
والسحور على تمر سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتعتبر وجبة السحور من الوجبات الرئيسية في شهر رمضان المبارك، وقد أكد الكثير من الأطباء على أن وجبة السحور أهم من وجبة الإفطار لأنها تعين الفرد على تحمل مشاق الصيام، وقد أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا.
فضل السحور ليلة العيد
ليس من السنة السحور في ليلة العيد، وإنما السنة يوم عيد الفطر أن يأكل قبل خروجه للصلاة، لما رواه البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا.
قال الحافظ في الفتح: قال المهلب: الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد فكأنه أراد سد هذه الذريعة. وقال غيره: لما وقع وجوب الفطرعقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله سبحانه. أشار إلى ذلك ابن أبي حمزة. وقال ابن قدامة: لا نعلم في استحباب تعجيل الأكل يوم الفطر اختلافا.
مرجع:
www.msn.com
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.